المقالات

الأولمبية تعطي درساً في الشراكة الوطنية لتنتصر الصحافة

الاربعاء ١٠ / ٩ / ٢٠٢٥

عندما تتقاطع المصالح و تتشابك المواقف ، يبقى الامتحان الحقيقي هو مدى قدرة المؤسسات على الانتصار للقيم العليا ، حرية الرأي ، وكرامة الكلمة ، و احترام صوت الناس . وفي هذا الامتحان ، قدّمت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية نموذجاً مشرقاً يليق بتاريخها واسمها ، حين أعلن رئيسها  الدكتور عقيل مفتن مبادرته الجريئة بإيقاف جميع الدعاوى القضائية ضد الإعلاميين . هذه الخطوة ، التي باركتها نقابة الصحفيين العراقيين بشخص رئيسها الاستاذ مؤيد اللامي ، لم تكن مجرد قرار إداري عابر ، بل كانت بمثابة إعلان موقف أخلاقي و وطني رفيع ، يضع الرياضة والإعلام في خندق واحد ، لا في ساحات مواجهة . إنها رسالة بليغة بأن الصحافة ليست خصماً يُقاضى ، بل شريكاً يُحترم و يُصغى إليه . إنها لحظة فارقة تكشف وعياً متقدماً بدور الإعلام في ترسيخ قيم الرياضة ونشر ثقافتها ، بعيداً عن لغة المنازعات التي لا تنتج سوى الشروخ و التقاطعات . فالإعلام ، بما يحمله من مسؤولية رقابية ومهنية، هو صمام الأمان لكل مؤسسة تحلم بالارتقاء والتطور ، ولن يكون أبداً حجر عثرة أمامها إنما جناحها الموازي . مبادرة اللجنة الأولمبية تفتح باباً جديداً للتكامل والثقة ، و تعيد التأكيد على أن حرية الصحافة ليست منّة من أحد ، بل حق دستوري و ركيزة لأي ديمقراطية حقيقية . من هنا ، فإن دعوة نقيب الصحفيين العراقيين لجميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للسير على ذات النهج ، لم تأتِ من فراغ ، إنها دعوة إلى أن يكون الإعلام شريكاً في البناء ، لا خصماً في النزاعات . لقد انتصر العقل على الخصومة ، وغلب الحوار على الصراع . وهكذا فقط تُبنى الأوطان ، بكلمة صادقة ، و قرار شجاع ، و رؤية تؤمن بأن لا رياضة تزدهر بلا إعلام حر ، و لا إعلام ينهض من دون مؤسسات واعية تؤمن بدوره .