مقداد الحلو دقت ساعة الختام لكأس الخليج 25 بكرة القدم بعد أيام جميلة عشناها بكل حلاوتها و تحديّاتها لِبطولةٍ نجحت قبل أن تبدأ ، و فاز الجميع حين تواجدوا في بصرة الخير و عاشوا أياماً من ألف ليلة و ليلة ، و أكّدَ ذلك النجاح الباهر ، الحضور الخيالي للجماهير العراقية العاشقة للحياة و هم يقدّمون صور رائعة عن الطيبة و الكرم و الأصالة و بعثوا برسالة للعالم أجمع ، بإحتضانهم لإشقائهم الخليجيين والعرب الذين أشادوا بكرم و حسن ترحاب الشعب العراقي بهم و رسموا صورة النجاح بأجمل الألوان . و ها هي سفينة خليجي 25 قد وصلت إلى شاطئ الختام بسلامة و يُسر بتكاتف جميع الجهود بعد رحلة شيّقة أستمرت لمدة أربعةَ عشر يوماً شهدت خلالها إقبالاً جماهيرياً كبيراً و متابعة و تغطية واسعة لوسائل الاعلام المختلفة . أنتهى كرنفال الفرح و المحبة ، و أُسدلَ الستار على بطولة لم يكن فيها خاسر أبداً ، لقد فاز الجميع بتواجدهم الرائع و حضورهم المميّز ، في عراق الحضارة و الأصالة و الكرم ، العراق الذي عاد لأحتضان البطولات و المسابقات بعد غياب دام لأربعة عقود من الزمن . عاد العراق و عادت له مكانته الحقيقية بين أخوته و أحبابه ، عادَ العراق كطائر الفينيق ليولد من رماد إحتراق جسده ، متحملاً كل الجراح ، نافضاً غبار اليأس ليُحلّقَ عالياً في سماء الأخوّة الخليجية العربية . أخيراً وصل السندباد إلى محطة النجاح و الوئام حاملاً معه بشائر الخير و السعادة و المحبة و التفاؤل بغدٍ أفضل لشعب يحب الحياة و يتنفس كرة القدم .